کد مطلب:306576 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:157

حجة منهم: علیهم


بلی.. یأخذ بشهادة عائشة التی تناقضت و دعواها.

عندما جاءت الخلیفة الثالث (عثمان بن عفان) و هی تطلب میراثها من رسول اللَّه.. فقال لها عثمان:

- (أوَلم تجی ء فاطمة تطلب میراثها من أبیها رسول اللَّه، فشهدت أنت و مالك بن اَوس البصری: (ان النبی لا یورث)، وَابطلت حق فاطمة، و جئت تطلبینه (لا أفعل). [1] .


.. و ان خیر دلیل لهم هو الكتاب الذی بین أیدیهم، و هو یرتل آیاته فی اناء الیل و أطراف النهار.. یبین مدی ایثار آل بیت محمد علی أنفسهم، و تحملهم مرارة الجوع ثلاثة أیام وفاءاً بنذرهم.. فتصدقوا فی اوله لمسكین، و فی ثانیة لیتیم، و ثالثه لاسیر..

و ظلت ابدانهم ترتعش من الجوع.. حتی ان الحسن والحسین ابكیا جدهما الرسول صلی اللَّه علیه و آله و سلم عندما رآهما علی هذه الحالة و الهیئة، و قد غارت عیناهما، حیث احتضنهما أبوهما أمیرالمؤمنین یخفف ببركته عنهما.

و من ورائهم امهما فاطمة، و قد شدت علی بطنها حجراً، فاستوی بدنها كالجدار من شدة ضعفة.. و هذا ما قد اوضحه اللَّه سبحانه و تعالی، ولم یجعل فیه متشابها حتی یبرز فضل هذا البیت الطاهر. فقال عز و جل:

(و یطعمون الطعام علی حبه مسكیناً و یتیماً و اسیراً.. إنما نطعمكم لوجه اللَّه لا نرید منك جزاءاً و لا شكوراً انا نخاف من ربنا یوماً عبوساً قمطریرا، فوقیهم اللَّه شر ذلك الیوم ولقیهم نضرة و سروراً و جزاهم بما صبروا جنة و حریراً، و هكذا إلی قوله تعالی و كان سعیكم مشكرواً) [2] .

.. فلقد خلدت فاطمة و بعلها و ولداها فی هذه الآیة الكریمة.

والتی ابانت تلك الرفعة والمنزلة العظیمة لهم عنداللَّه.

.. ام انهم نسوا منزلة الحسن والحسین.. فكیف لا یقبلان شهادتهما و قد رأیا بأم عینهما، و شهد معهم كل المسلمون كیف ان الرسول صلی اللَّه علیه و آله و سلم قبل بیعتهما (تحت الشجرة).. للعلم؟!

ان البیعة لا تقبل إلّا من البالغ العاقل الراشد.

.. فقبِلَ النبی بیعتهما لما یحملانه من علوم و حكمة.. رغم صغر سنهما فكیف


یرفض الرجل شهادة من قِبَلَ رسول الاسلام شهادتهما. و هو العالم بهما و من یكونان.

افلم یسمع نبرات رسول اللَّه العذبة التی لا تنی تردد دوماً أمام جمیع المسلمین و هو محتضن لریحانتیه.

«الحسن والحسین إمامان إن قاما أو قعدا».

و اذا انكروا هذا، فهل ینكرون نوركم سیدتی، الذی بزغ علی هذا الكون المظلم واكتسح الدنیا بأشراقه.. و اخاف الكفره والمشركین.

فیا لجرأتهم التی جعلتهم ینسون نوركم الذی زاد فی فخر الاسلام والمسلمین بنبیهم و آل بیته.

فبنور هذه الوجوه الكریمة عنداللَّه، (بآهل الرسول النصاری).

حینما ارادوا ان یتبینوا الكاذب منه و من خصمه.

فخرج المصطفی و علیه مرط من شعر اسود و هو یحتضن ریحانته الحسین و آخذ بید الحسن، و شجنته، فاطمة تمشی خلف أبیها و وصیه علی خلفها.. والرسول ینادی:- (اذا دعوت فأموا). [3] .

.. فسری الهلع والخوف فی قلوب رهبان النصاری.. فنادی رئیسهم:

- (یا معشر النصاری انی لاری وجوهاً، لو سألوا اللَّه أن یزیل جبلاً من مكانه لازاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، و لا یبقی علی وجه الأرض نصرانی إلی یوم القیمة) فقالوا:

- (یا أباالقاسم اقلنا، أقال اللَّه عثرتك).

فالتفت النبی و طیف ابتسامة تعلوه، و قال لآل بیته:

-(لو لاعنوا لمسخوا قردة و خنازیر، ولاضطرم علیهم الوادی ناراً، و لاستأصل اللَّه نجران


و أهله، حتی الطیر علی رؤوس الشجر، و لما حال الحول علی النصاری كلهم حتی یهلكوا).

و هذا ما قد ذكرته تفاسیر العامة والخاصة بأجمل معنی، واجادوا فی ذلك [4] ، اذ قال تعالی: (فقل تعالوا ندع ابناءنا و ابناءَكم و نساءنا و نساءكم و انفسنا و انفسكم) [5] .

.. اجل فضلّ اللَّه هؤلاء علی العالمین، لیباهل بهم رسوله الكریم.. و لو انه قد وجد من یقوم مقامهم لاستبدلهما، والرسول هو اعلم بالمؤمن المتكامل.

ففضلّ هؤلاء الأربعة علی كبار الصحابة، لِما بلغا من المقام المحمود عنداللَّه. [6] .

و بهذه الآیات ما یثلج بأقلها الصدور، و تطمئن بالتصدیق معها النفوس، مع تركنا الكثیر من الحجج والبراهین التی تدل علی صحة شهادة سیدا أهل الجنة.



[1] (كذا رواه الطبري والثقفي في تاريخيهما).

[2] سورة الانسان الآيات 14- 16.

[3] عن الشعبي: أخرجه ابن حيان الاندلسي في تفسيره، تفسير البحر المحيط ج 2 ص 479، اسباب النزول ص 75، تفسير الخازن ج 1 ص 226، ابن جرير طبري في تفسيره الكبير، مناقب آل أبي طالب للمازندراني.

[4] نفس المصادر السابقة.

[5] آل عمران آية 61.

[6] كما قال البغدادي في تفسيره.